توجت ثلاث مقاولات اليوم الجمعة بالرباط بجائزة “المساواة المهنية” بين المرأة والرجل، برسم نسخة 2020 ، نظير جهودها في ترسيخ ثقافة المساواة بين الجنسين في فضاءات العمل وضمان حماية حقوق النساء.
و تسعى هذه الجائزة، التي تنظمها وزارة الشغل والإدماج المهني، لمكافأة المقاولات التي أثبتت تقيدها بالمعايير المتعلقة بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل في عالم الشغل.
ويتعلق الأمر بكل من شركة “أورونج المغرب” العاملة في مجال الاتصالات، ومركزي النداء “ويب هيلب” و”سيتيل”، تثمينا لجهودها في إرساء بيئة عمل منصفة وعادلة ومشجعة بالنسبة للمرأة.
وجرى خلال حفل تسليم الجائزة، الذي ترأسه رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، توزيع شهادات تميز على عشر شركات أخرى لريادتها في مجالات أساسية داعمة للمساواة المهنية.
وتم أيضا توزيع شهادات تشجيعية لفائدة مقاولات عاملة بعدد من جهات المملكة، تكريما لجهودها في تعزيز مكانة النساء داخل فضاءات العمل.
وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس الحكومة إن المبادرة تمثل فرصة للاحتفاء بمجهودات المقاولات الوطنية والدولية العاملة في أرض الوطن التي أبانت عن تفعيلها وتشجيعها لمبدإ المساواة المهنية بين الجنسين في عالم الشغل، خاصة في ظل تداعيات الظرفية الصحية الصعبة التي عرفها العالم بسبب تفشي جائحة كورونا والآثار التي أرخت بظلالها على سوق الشغل.
وشدد على التزام الحكومة “أكثر من أي وقت مضى بضرورة تحقيق المساواة بين الجنسين نتيجة ما عانته النساء (…) خلال فترة الحجر الصحي، دليلنا في ذلك التوجيهات الملكية السامية، والاختيار الاستراتيجي لبلادنا في بناء دولة الحق والقانون وفق إرادة سياسية تؤمن بأن ضمان تكافؤ الفرص رافعة أساسية لتحقيق التنمية”.
وأكد السيد العثماني على المجهودات الهامة التي بذلتها المملكة لتحقيق المساواة، وتفاعلها الجدي والإيجابي مع مختلف المواثيق الدولية المتعلقة بتعزيز وتكريس هذه الحقوق، منوها بالاستمرار في تنظيم جائزة المساواة المهنية، لما لها من أثر على تشجيع الجهود الرامية للحد من التمييز على أساس الجنس، ونشر ثقافة المساواة داخل المقاولات.
بدوره، أكد وزير الشغل والإدماج المهني، محمد أمكراز، في كلمة بالمناسبة، أن هذه المبادرة تعد آلية ضمن آليات وبرامج عديدة اعتمدتها الوزارة لتكريس المناصفة داخل فضاءات العمل ورفع كافة أنواع الحيف والتمييز ضد النساء على المستوى المهني.
وأبرز أن وزارة الشغل والإدماج المهني تنظم هذا الحدث أيضا في إطار حرصها على نشر ثقافة المساواة في بيئة العمل، تماشيا مع الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة وصكوك منظمة العمل الدولية في المجال، وتتويجا لجهود المرأة في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
وذكر أمكراز بما كان للمرأة من مساهمة كبيرة وحضور لافت وفي الصفوف الأمامية للمواجهة خلال أزمة “كوفيد-19″، منوها بما أبانت عنه النساء العاملات في مختلف المجالات من شجاعة وتميز.
وأشاد الوزير بالمقاولات التي توجت بجائزة المساواة المهنية وتلك التي حصلت على شهادات تميز أو شهادات تشجيعية لإسهامها بفعالية في تحقيق العدالة الاجتماعية والنهوض بحقوق النساء وترسيخ ثقافة وقيم المساواة بين الرجل والمرأة داخل فضاء العمل.
وتم إطلاق النسخة الأولى لجائزة المساواة المهنية في 2016 في إطار سعي وزارة الشغل والإدماج المهني إلى المشاركة في تنزيل الاستراتيجية الوطنية للمساواة والمناصفة بين الجنسين (2006)، والهادفة إلى إدماج مقاربة النوع في مجمل السياسات الوطنية.